زمن الرجع وبعض الأساليب المعرفية........
صفحة 1 من اصل 1
زمن الرجع وبعض الأساليب المعرفية........
.......العنوان: العلاقة بين زمن الرجع وبعض الأساليب المعرفية
الباحثون: د. نزار بن حسين الصالح و د. خالد بن عبد الله الخميس
المؤهل العلمي: قسم علم النفس كلية التربية، جامعة الملك سعود الرياض، المملكة العربية السعودية
عدد الصفحات: 18ا
لملخص:
تهدف الدراسة الحالية لبحث العلاقة بين بعض أنواع الأساليب المعرفية والأداء المتعلق بزمن الرجع. أجريت الدراسة على 45 طالبا من طلاب جامعة الملك سعود في الرياض، أعمارهم من 19 – 24 سنة. استخدم الباحثان في الدراسة مقياس تحليل الأساليب المعرفية، (Cognitive Style Analysis (Riding, 1991، الذي يكشف عن الأسلوب المعرفي بشقيه الكلي والتحليلي، ويكشف المقياس أيضاً عن نوعية الأسلوب التمثيلي للتفكير بشقيه اللفظي أوالتصوري. أما فيما ما يتعلق بزمن الرجع فإن الباحثان استخدما مقياس زمن الرجع البصري البسيط وزمن الرجع السمعي البسيط وزمن الرجع البصري المعقد. الدراسة توصلت لنتيجة هي أن نوعية الأساليب المعرفية ليس لها علاقة بأداء زمن الرجع، وهذا يعني أنه لا توجد فروق في زمن الرجع بين الطلاب من حيث أساليبهم المعرفية.
The aim of this study was to distinguish the relation ship between reaction time and some cognitive styles. 45 student from king Saud University participated in this study, their ages was between 19-24 years. The researchers used two tests in the study, the cognitive style analysis test (Riding, 1991), and the simple and complex vision reaction time test, then the simple auditory reaction time test. Results in this study shows that there is no relation between reaction time and some cognitive styles.
المقدمة:
تُعرف الأساليب المعرفية، Cognitive styles، على أنها الأسلوب الشخصي المفضل في استقبال المعلومات وترتيبها ذهنياً، وترجمة تلك المعلومات إلى أداء يتناسب مع طبيعة أسلوب التفكير (Riding, 1991). فالمرء عندما يحاول أداء أي عمل فإنه بطريقة آلية يستقبل المعلومات الخاصة بالعمل المطلوب، ثم يعمل على إصدار الأوامر والقرارات اللازمة لأداء ذلك العمل. والحقيقة أن المرء عندما يقوم بذلك فإنه يعمد إلى استخدام عمليات عقلية يمكن تصنيفها إلى أسلوبين هما: الأسلوب التحليلي والأسلوب الكلي (Riding and Rayner, 1998). ومما لا شك فيه أن الأساليب المعرفية تؤدي أدواراً مختلفة في تحديد كيفية تفاعل الأفراد مع بيئاتهم المتنوعة وطريقة تعاملهم مع الأحداث (Riding and AL-Salih, 2000).
لقد بينت الدراسات أن استخدام أسلوب معرفي معين قد يكون إيجابيا مع بعض الأعمال وسلبياً مع بعضها الآخر. وهذا يعني أنه عندما يتوافق العمل مع طبيعة الأسلوب المعرفي للشخص نجد أن الأداء سوف يكون موفقا، أما إذا أدى شخص عملاً ما وكان هذا العمل غير متوافق مع الأسلوب المعرفي للشخص فإن أداءه سوف يكون أداء غير موفق (Riding and Sadler-Smith, 1992; Riding and Rayner, 1998; Riding and AL-Salih, 2000).
ويؤكد هذا ما أشارت إليه بعض الدراسات التي قام بها Riding , et al، من أنه في حالة توافق الأساليب التعليمية مع الأساليب المعرفية للطالب فإن الأداء يكون أكثر تميزاً خصوصاً إذا ما توافرت القدرات والمهارات المطلوبة (Riding and Calvey, 1981; Riding and Douglas, 1993).
كما أن هناك دراسات أثبتت وجود علاقة بين الأسلوب المعرفي وطريقة تمثيل المهارات الحركية، على الرغم من أننا عندما نتقن مهارة حركية معينة فإننا لا نكون مدركين للعمليات التي تربط بين الأداء الذهني والأداء الحركي، (Magill, 1989, Mounoud, 1987).
وأما عن وجود علاقة بين الذكاء والأسلوب المعرفي فقد أظهرت جميع الدراسات التي قام بها Riding, et al، باستخدام برنامج الأساليب المعرفية، استقلالية البرنامج الذي يحدد الأسلوب المعرفي باستقبال المعلومات وتمثيلها ذهنياً عن أن يكون للذكاء أو القدرات العقلية للمفحوص دور كبير في الأداء واختيار الأسلوب المعرفي، وذلك لأن الأسلوب المعرفي يتعلق بأسلوب وطريقة المفحوص بتلقي المعلومات وليس بقدراته العقلية في التعامل معها (Riding and Pearson, 1994).
أما عن العلاقة بين القدرات العقلية وزمن الرجع فلم يتم التركيز إلا على جانب الأسلوب المعرفي. ولقد أظهرت دراسة (Bates, 1998)، وجود علاقة واضحة بين القدرات العقلية وزمن الرجع، إذ أن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات عقلية عالية يتفوقون على من هم دونهم في زمن الرجع. وهذا يعني أن زمن الرجع يكون في أفضل مستوياته إذا صاحب ذلك ارتفاع مستوى القدرات العقلية.
وأظهرت الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين، (Williams, 1997, Saracho, 1989, Shipman, 1989, Mills, 1999) وجود علاقة بين العمر وزمن الرجع. فمثلاً أظهرت دراسة بنيامين وآخرين(Benjamin, et al, 1999)، أن زمن الرجع يتأثر بعامل العمر. ففي مرحلة الطفولة Childhood، يتحسن زمن الرجع كلما ازداد عمر الطفل إلى أن يبلغ أقصى مستوياته في فترة البلوغ Adulthood. وهذا يعني أن زمن الرجع يتناسب مع زيادة النشاط سواء أكان هذا النشاط ذهنياً أم جسمياً. وعلى الرغم من وجود دراسات متعددة تؤكد وجود علاقة موجبة بين زمن الرجع ومستوى الذكاء إلا أن الدراسات التي تربط بين زمن الرجع والنمط المعرفي للفرد معدومة على حد علم الباحثين، ولهذا كانت هذه الدراسة التي تهدف للتحقق فيما إذا كان هناك تفاضل بين نمطيين معرفيين في سرعة زمن الرجع.
...مشكلة الدراسة:
الدراسة الحالية تحاول الوصول إلى إمكانية وجود علاقة بين الأساليب المعرفية التي يستخدمها الإنسان كعمليات ذهنية، بناء على تصنيف Riding, وأثر هذه الأساليب المعرفية في استجابته الإدراكية الحركية المتمثلة في زمن الرجع البصري البسيط والمركب، وكذلك زمن الرجع السمعي البسيط.
هدف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة ما يأتي:
1. ما إذا كان أصحاب الأسلوب المعرفي الكلي أفضل أداء من أصحاب الأسلوب المعرفي التحليلي في زمن الرجع.
2. ما إذا كان استخدام الأسلوب التمثيلي اللفظي أو التصوري في تمثيل المعلومات له تأثير واضح في أداء زمن الرجع.
أهمية الدراسة:
تتمثل الأهمية العلمية لهذه الدراسة في إلقاء الضوء على أهمية استخدام الأسلوب المعرفي الذي نفضله، وذلك لندرة الدراسات العربية التي تناولت العلاقة بين زمن الرجع، من خلال أداء الأعمال الحركية، والأساليب المعرفية المعتمدة على استقبال المعلومات وتمثيلها ذهنياً.
فروض الدراسة:
الدراسة الحالية تسعى لبحث الافتراضات الآتية:
هناك فرق في سرعة الاستجابة للمثيرات الحسية من خلال زمن الرجع وأسلوب تفكير الشخص سواء أكان كلياً أم تحليلياً.
هناك فرق في الاستجابة للمثيرات الحسية من خلال زمن الرجع بين من يفضل أسلوب تمثيل المعلومات اللفظي أو الأسلوب التصوري.
مصطلحات الدراسة:
• الأساليب المعرفية (Cognitive styles): هي الأسلوب الشخصي المفضل في استقبال المعلومات وترتيبها ذهنيا وترجمة تلك المعلومات إلى أداء يتناسب مع طبيعة أسلوب التفكير.
• الأسلوب المعرفي الكلي (Wholist Cognitive Style): هو الأسلوب المعرفي المعتمد على النظرة الكلية للأمور.
• الأسلوب المعرفي التحليلي (Analytic Cognitive Style): هو الأسلوب المعرفي المعتمد على الاهتمام بالجزئيات والتركيز عليها.
• الأسلوب التمثيلي اللفظي (Verbal Cognitive Style): هو الميل إلى الناحية اللفظية المعتمدة على الكلمات أثناء التفكير.
• الأسلوب التمثيلي التصوري (Imager Cognitive Style): هو الميل إلى الناحية التصورية المعتمدة على الصور الذهنية للأمور أثناء التفكير.
• زمن الرجع (Reaction Time): هو الزمن الفارق بين حدوث التنبيه وإصدار الاستجابة.
• زمن الرجع البصري البسيط (Simple Vision Reaction Time): هو الزمن الفاصل بين صدور الإضاءة وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب.
• زمن الرجع البصري المعقد (Complex Vision Reaction Time): هو الزمن الفاصل بين صدور الإضاءة من خلال عدد من المثيرات الضوئية، أربعة ألوان وليس لوناً واحداً كما هو عليه الحال في البسيط.
• زمن الرجع السمعي البسيط (Simple Auditory Reaction Time): هو حساب الزمن الفاصل بين صدور الصوت وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب...
.........لإجراءات المنهجية:
أولاً: العينة:
تم اختيار 45 طالباً من الطلاب الدارسين في جامعة الملك سعود، كلية التربية، قسم علم النفس. تراوحت أعمارهم من 19 – 24 سنة.
ثانياً: الأدوات:
أ. استخدم الباحثان في هذه الدراسة مقياس الأساليب المعرفية Cognitive Style Analysis، كل طالب حُدد أسلوبه المعرفي المفضل سواء أكان يستقبل المعلومات بالأسلوب "الكلي أم التحليلي" أم يميل إلى تمثيل المعلومات باستخدام "الأسلوب اللفظي أم الأسلوب التصوري".
شرح برنامج تحليل الأساليب المعرفية:
يتميز برنامج تحليل الأساليب المعرفية للباحث رايدنق المستخدم في هذه الدراسة، بالسهولة والسرعة في تحديد الأسلوب المعرفي للأشخاص حيث لا يتطلب من المفحوص أكثر من عشر دقائق لإكمال الاختبار، فالبرنامج يعرض من خلال جهاز الكمبيوتر ولا يتطلب من المفحوص سوى الضغط على مفتاحين فقط للإجابة عن فقرات الاختبار بنعم أو لا.
الدراسات التي عملت على هذا البرنامج أوضحت دقته في تحديد الأسلوب المعرفي للمفحوصين وبحيادية عالية سواء الأسلوب الكلي أو التحليلي في استقبال المعلومات وأيضا مدى اعتماد المفحوصين في تمثيلهم لتلك المعلومات من خلال الناحية اللفظية أو الناحية التصورية (Riding and Pearson, 1994).
وصف برنامج تحليل الأساليب المعرفية:
يقدم برنامج تحليل الأساليب المعرفية من خلال جهاز الكمبيوتر بواسطة قرص مرن، ويحتاج من المفحوص أن يضغط على المفتاح ذي اللون الأحمر إذا كانت الإجابة صحيحة أو يضغط على المفتاح الأزرق إذا كانت الإجابة خاطئة.
في بداية الأمر يتم إدخال البيانات الأولية للمفحوص مثل الاسم والعمر والنوع ذكراً أم أنثى، ثم ينتقل إلى فقرات المقياس حيث إنه مقسم إلى ثلاثة أجزاء. الجزء الأول عبارة عن عرض عدة جمل على المفحوص بواقع جملة واحدة كل مرة ويطلب من المفحوص أن يقرر ما إذا كانت الجملة صحيحة أم خاطئة بالضغط على المفتاح المناسب.
الجزء الثاني والجزء الثالث من المقياس عبارة عن عرض أشكال هندسية ثم يطلب من المفحوص أن يقرر ما إذا كانت الأشكال متشابهة أم غير متشابهة. فعندما يعرض على المفحوص شكلان فقط في آن واحد يقوم المفحوص بالضغط على المفتاح المناسب.
أما عن مضامين تلك الأجزاء فهي على النحو الآتي: الجزء الأول من المقياس يقيس جانب الاهتمام اللفظي أو التصوري للمفحوص، بمعنى أن المفحوص إما أنه يميل للناحية اللفظية المعتمدة على الكلمات أثناء التفكير، أو أنه يميل للناحية التصورية المعتمدة على الصور الذهنية للأمور. يشتمل المقياس في هذا الجزء على فقرات تتعلق بمفاهيم محددة لقياس الجانب اللفظي، في حين أن هناك فقرات تهتم بالجانب التصوري للأشياء لقياس الجانب التصوري.
أما الجزءان الثاني والثالث فهما مسؤولان عن تحديد أسلوب المفحوص سواء أكان الأسلوب الكلي المعتمد على النظرة الكلية للأمور أم الأسلوب التحليلي المعتمد على الاهتمام بالجزئيات والتركيز عليها.
ب. كما استخدم الباحثان مقياس زمن الرجع.
.....شرح مقياس زمن الرجع:
يعرف زمن الرجع بأنه الزمن الفارق بين حدوث التنبيه وإصدار الاستجابة. وتتنوع المثيرات في أشكالها ودرجة تعقدها. فقد يكون شكل المثير من النوع البصري أو من النوع السمعي أو من النوع الحسي الجلدي. كما قد يظهر المثير بدرجة بسيطة أو بدرجة معقدة. فمثلاً قد يظهر المثير البصري بلون واحد وقد يظهر بألوان مختلفة وكلما زادت أعداد تلك المثيرات زادت درجة تعقدها.
وصف مقياس زمن الرجع:
هناك ثلاثة أنواع من زمن الرجع المستخدمة في هذا البحث وهي:
أ. جهاز زمن الرجع البصري البسيط.
ب. جهاز زمن الرجع البصري المركب (التمييزي).
ج. جهاز زمن الرجع السمعي.
وفيما يأتي نبذة تعريفية مختصرة عن كل جهاز:
أ. جهاز زمن الرجع البصري البسيط. استخدم في هذه التجربة جهاز من النوع GPK 1881. في بداية الأمر يُعَرَّف المشاركون بالمطلوب منهم في التجربة وتُذْكَر لهم تعليمات تخص التجربة حيث يطلب منهم الاستعداد لضغط زر (الاستجابة) عند رؤية اللون المضيء وهو اللون الأحمر (المثير). ويقوم جهاز زمن الرجع بحساب الزمن الفاصل بين صدور الإضاءة وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب. وكان يطلب من المفحوصين استخدم اليد المفضلة عند الضغط على الزر. قبل التجربة الأساسية أعطي المفحوصون ثلاث محاولات تدريبية Pretraining ثم أعطيت لهم عشر محاولات تجريبية.
ب. جهاز زمن الرجع البصري المركب (التمييزي). استخدم لقياس زمن الرجع البصري المركب جهاز من النوع GPK1881. في بداية الفحص يتم تعريف المشاركين بالمطلوب منهم في التجربة وتذكر لهم تعليمات تخص التجربة.
يختلف زمن الرجع المركب عن زمن الرجع البسيط في أن جهاز زمن الرجع المركب يُظْهِر أمام المفحوص عدداً من المثيرات الضوئية (أربعة ألوان) وليس لوناً واحداً كما هو الحال في البسيط. ويطلب من المفحوصين الاستعداد للتجربة ووضع إصبع السبابة لليد المفضلة بين منتصف المفاتيح وهي أربعة مفاتيح: مفتاح اللون الأحمر ومفتاح اللون الأبيض ومفتاح اللون الأزرق ومفتاح اللون الأخضر. وعندما يظهر أمامه ضوء معين (صدور المثير) فإنه يجب عليه بمجرد رؤيته للضوء أن يضغط على الزر الخاص بذلك اللون (الاستجابة). يقوم جهاز زمن الرجع بحساب الزمن الفاصل بين صدور الإضاءة وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب.
لقد أعطي للمفحوصين ثلاث محاولات تدريبية Pretraining ثم أعطيت لهم عشر محاولات تجريبية Experimental وسجل المتوسط الحسابي لتلك المحاولات.
ج. جهاز زمن الرجع السمعي. استخدم في هذه التجربة لقياس زمن الرجع السمعي جهاز من نوع GPK1881 وفكرة هذا الجهاز مشابهة لجهاز زمن الرجع البصري البسيط إذ يطلب من المفحوص الضغط على الزر حال سماعه لنغمة صوتية. يقوم جهاز زمن الرجع السمعي بحساب الزمن الفاصل بين صدور الصوت وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب.
لقد أعطي للمفحوصين ثلاث محاولات تدريبية ثم أعطيت لهم عشر محاولات تجريبية وسجل المتوسط الحسابي لتلك المحاولات.
ثالثاً: الإجراءات:
قام الباحثان بتطبيق المقياسين على كل طالب بمفرده. حيث يجرى للطالب اختبار الأساليب المعرفية في الوقت الذي يفضله الطالب وبوجود أحد الباحثين. كما يقوم الطالب بأداء اختبار زمن الرجع بمختبر قسم علم النفس بوجود أحد الباحثين أيضاً.
رابعاً: المعالجات الإحصائية:
في الدراسة تم تقسيم الطلاب وفق نسبهم في مقياس الأساليب المعرفية:
أولاً: البعد الأول الأسلوب الكلي – التحليلي، حيث كانت درجاتهم من 85, إلى 2,78 (م = 1.44، ع = 44,).
ثانياً: البعد الثاني الأسلوب اللفظي – التصوري، حيث كانت درجاتهم من 81, إلى 1,51 (م = 1,11، ع = 15,). معامل الارتباط بين البعد الأول والبعد الثاني من المقياس ضعيف وغير دال (ر = 0,12 بالسالب)، وهذا يدل كما أثبتت الدراسات السابقة استقلال البعدين عن بعضهما.
وقد قسم الطلاب حسب الأسلوب المعرفي الذي يفضلونه وفق درجاتهم في المقياس. كما يأتي: في البعد الخاص بالأسلوب الكلي – التحليلي، تم تقسيم الطلاب إلى قسمين وفق درجاتهم، ونقطة القطع المتوسط التي تفصل بين الدرجات، حيث أخذ الطلاب ذوو الأسلوب الكلي على الدرجات من 85, إلى 1,43 (ن = 27)؛ واخذ الطلاب ذوو الأسلوب التحليلي على الدرجات من 1,44 إلى 2,78 (ن = 18). أما في البعد الخاص بالأسلوب اللفظي – التصوري فقد تم تقسيم الطلاب إلى قسمين أيضا وفق درجاتهم، ونقطة القطع المتوسط التي تفصل بين الدرجات، حيث أخذ الطلاب ذوو الأسلوب اللفظي على الدرجات من 81, إلى 1,10 (ن = 21)؛ في حين أخذ الطلاب ذوو الأسلوب التصوري على الدرجات من 1,11 إلى 1,51 (ن = 24).
النتائج:
استخدم الباحثان اختبار (ت) كأسلوب إحصائي لبحث الفروق بين الأساليب المعرفية وزمن الرجع بأنواعه الثلاثة، زمن الرجع البصري البسيط, زمن الرجع السمعي وزمن الرجع البصري المركب التي اشتملت عليها الدراسة وكانت النتائج كما يأتي:
1. درست الدلالات الإحصائية للعلاقة بين الأسلوب الكلي-التحليلي ومتغيرات الدراسة التي تشمل: زمن الرجع البصري البسيط, زمن الرجع السمعي وزمن الرجع البصري المركب وأظهرت النتائج الإحصائية عدم وجود فرق دال إحصائياً بين الكليين والتحليليين في زمن الرجع البصري البسيط (ت = 0.373، غير دال < 0، 05)، انظر الجدول رقم (1).
الجدول رقم (1)
الأساليب العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
الكليون 20 0.22 0.37 0.71
التحليليون 22 0.22
كما أظهرت الدراسة عدم وجود فرق دال إحصائيا بين الكليين والتحليليين في زمن الرجع السمعي (ت= 0.36 غير دال < 0، 05)، انظر الجدول رقم (2).
الجدول رقم (2)
الأساليب العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
الكليون 20 0.21 0.92 0.36
التحليليون 22 0.19
وأيضا أظهرت الدراسة عدم وجود فروق دالة بين الأسلوب المعرفي وزمن الرجع البصري المركب (ت= 0.34، غير دال < 0، 05)، انظر الجدول رقم (3).
الجدول رقم (3)
الأساليب العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
الكليون 20 0.42 0.97 0.34
التحليليون 19 0.45
مما سبق يتضح أنه لا توجد فروق إحصائية دالة بين الأسلوب المعرفي للطلاب ودرجاتهم في اختبارات زمن الرجع بأنواعه الثلاثة.
2. كما درست الدلالات الإحصائية للفروق بين أسلوب تمثيل المعلومات اللفظي والتصوري ومتغيرات الدراسة التي تشمل زمن الرجع البصري البسيط، وزمن الرجع السمعي، وزمن الرجع البصري المركب. أظهرت النتائج عدم وجود فرق إحصائي دال بين التصوريين واللفظيين في زمن الرجع البصري البسيط (ت = 1.45، غير دال < 0، 05)، انظر الجدول رقم (4).
الجدول رقم (4)
التمثيل العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
التصوريون 21 0.23 1.45 0.16
اللفظيون 22 0.20
كما أظهرت الدراسة عدم وجود فرق دال بين التصوريين واللفظيين في زمن الرجع السمعي ت= 1.74، انظر جدول(5).
الجدول رقم (5)
التمثيل العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
التصوريون 21 0.21 1.71 0.1
اللفظيون 22 0.18
وأظهرت الدراسة عدم وجود فروق دالة بين أسلوب تمثيل المعلومات وزمن الرجع البصري المركب ت= 0.82 انظر جدول رقم (6).
الجدول رقم (6)
التمثيل العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
التصوريون 21 0.45 0.84 0.41
اللفظيون 19 0.43
مما سبق يتضح أنه لا توجد فروق إحصائية دالة بين الأسلوب المعرفي للطلاب ودرجاتهم في اختبارات زمن الرجع بأنواعه الثلاثة.
مناقشة النتائج:
على ضوء النتائج السالفة الذكر يتضح غياب تأثير الأسلوب المعرفي سواء الكلي أو التحليلي في إنجاز المفحوصين في أزمان الرجع. كما يتضح غياب تأثير أسلوب تمثيل المعلومات سواء النمط التصوري أو اللفظي في أزمان الرجع. وهذه النتيجة يمكن تفسيرها من واقع أن عملية الإنجاز في أزمان الرجع تعتمد بشكل رئيس على سرعة استشعار المثيرات الفيزيقية أكثر من كونها مرتبطة بالأسلوب المعرفي.
لقد أثبتت الدراسات أن الأسلوب المعرفي متعلق باستراتيجيات عمل أكثر من كونه متعلقا بالقدرات العقلية، بمعنى أننا نستخدم أسلوباً معرفياً مفضلاً في أداء الأعمال بغض النظر عن مدى ذكائنا (Riding, 1997 and Riding and AL-Salih, 2000). لذلك فإنه كلما ازداد الجهد الذهني ودرجة تعقد العمل المطلوب كان أثر الأسلوب المعرفي أكثر وضوحا في أداء ذلك العمل.
إن ما خلصت إليه الدراسة يؤكد غياب تأثير زمن الرجع في الأسلوب المعرفي أو طريقة تمثل المعلومات. وهذا يستدعي محاولة تكرار التجربة على أعمال تستوجب استخدام الذهن بشكل أكثر تركيزا، وأكثر تعقيدا، للوصول إلى النتيجة المتوقعة. وهذا ربما أدى إلى تمايز الأداء بين المفحوصين، وإلى ظهور أثر للأسلوب المعرفي في سرعة ودقة الإنجاز..
الباحثون: د. نزار بن حسين الصالح و د. خالد بن عبد الله الخميس
المؤهل العلمي: قسم علم النفس كلية التربية، جامعة الملك سعود الرياض، المملكة العربية السعودية
عدد الصفحات: 18ا
لملخص:
تهدف الدراسة الحالية لبحث العلاقة بين بعض أنواع الأساليب المعرفية والأداء المتعلق بزمن الرجع. أجريت الدراسة على 45 طالبا من طلاب جامعة الملك سعود في الرياض، أعمارهم من 19 – 24 سنة. استخدم الباحثان في الدراسة مقياس تحليل الأساليب المعرفية، (Cognitive Style Analysis (Riding, 1991، الذي يكشف عن الأسلوب المعرفي بشقيه الكلي والتحليلي، ويكشف المقياس أيضاً عن نوعية الأسلوب التمثيلي للتفكير بشقيه اللفظي أوالتصوري. أما فيما ما يتعلق بزمن الرجع فإن الباحثان استخدما مقياس زمن الرجع البصري البسيط وزمن الرجع السمعي البسيط وزمن الرجع البصري المعقد. الدراسة توصلت لنتيجة هي أن نوعية الأساليب المعرفية ليس لها علاقة بأداء زمن الرجع، وهذا يعني أنه لا توجد فروق في زمن الرجع بين الطلاب من حيث أساليبهم المعرفية.
The aim of this study was to distinguish the relation ship between reaction time and some cognitive styles. 45 student from king Saud University participated in this study, their ages was between 19-24 years. The researchers used two tests in the study, the cognitive style analysis test (Riding, 1991), and the simple and complex vision reaction time test, then the simple auditory reaction time test. Results in this study shows that there is no relation between reaction time and some cognitive styles.
المقدمة:
تُعرف الأساليب المعرفية، Cognitive styles، على أنها الأسلوب الشخصي المفضل في استقبال المعلومات وترتيبها ذهنياً، وترجمة تلك المعلومات إلى أداء يتناسب مع طبيعة أسلوب التفكير (Riding, 1991). فالمرء عندما يحاول أداء أي عمل فإنه بطريقة آلية يستقبل المعلومات الخاصة بالعمل المطلوب، ثم يعمل على إصدار الأوامر والقرارات اللازمة لأداء ذلك العمل. والحقيقة أن المرء عندما يقوم بذلك فإنه يعمد إلى استخدام عمليات عقلية يمكن تصنيفها إلى أسلوبين هما: الأسلوب التحليلي والأسلوب الكلي (Riding and Rayner, 1998). ومما لا شك فيه أن الأساليب المعرفية تؤدي أدواراً مختلفة في تحديد كيفية تفاعل الأفراد مع بيئاتهم المتنوعة وطريقة تعاملهم مع الأحداث (Riding and AL-Salih, 2000).
لقد بينت الدراسات أن استخدام أسلوب معرفي معين قد يكون إيجابيا مع بعض الأعمال وسلبياً مع بعضها الآخر. وهذا يعني أنه عندما يتوافق العمل مع طبيعة الأسلوب المعرفي للشخص نجد أن الأداء سوف يكون موفقا، أما إذا أدى شخص عملاً ما وكان هذا العمل غير متوافق مع الأسلوب المعرفي للشخص فإن أداءه سوف يكون أداء غير موفق (Riding and Sadler-Smith, 1992; Riding and Rayner, 1998; Riding and AL-Salih, 2000).
ويؤكد هذا ما أشارت إليه بعض الدراسات التي قام بها Riding , et al، من أنه في حالة توافق الأساليب التعليمية مع الأساليب المعرفية للطالب فإن الأداء يكون أكثر تميزاً خصوصاً إذا ما توافرت القدرات والمهارات المطلوبة (Riding and Calvey, 1981; Riding and Douglas, 1993).
كما أن هناك دراسات أثبتت وجود علاقة بين الأسلوب المعرفي وطريقة تمثيل المهارات الحركية، على الرغم من أننا عندما نتقن مهارة حركية معينة فإننا لا نكون مدركين للعمليات التي تربط بين الأداء الذهني والأداء الحركي، (Magill, 1989, Mounoud, 1987).
وأما عن وجود علاقة بين الذكاء والأسلوب المعرفي فقد أظهرت جميع الدراسات التي قام بها Riding, et al، باستخدام برنامج الأساليب المعرفية، استقلالية البرنامج الذي يحدد الأسلوب المعرفي باستقبال المعلومات وتمثيلها ذهنياً عن أن يكون للذكاء أو القدرات العقلية للمفحوص دور كبير في الأداء واختيار الأسلوب المعرفي، وذلك لأن الأسلوب المعرفي يتعلق بأسلوب وطريقة المفحوص بتلقي المعلومات وليس بقدراته العقلية في التعامل معها (Riding and Pearson, 1994).
أما عن العلاقة بين القدرات العقلية وزمن الرجع فلم يتم التركيز إلا على جانب الأسلوب المعرفي. ولقد أظهرت دراسة (Bates, 1998)، وجود علاقة واضحة بين القدرات العقلية وزمن الرجع، إذ أن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات عقلية عالية يتفوقون على من هم دونهم في زمن الرجع. وهذا يعني أن زمن الرجع يكون في أفضل مستوياته إذا صاحب ذلك ارتفاع مستوى القدرات العقلية.
وأظهرت الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين، (Williams, 1997, Saracho, 1989, Shipman, 1989, Mills, 1999) وجود علاقة بين العمر وزمن الرجع. فمثلاً أظهرت دراسة بنيامين وآخرين(Benjamin, et al, 1999)، أن زمن الرجع يتأثر بعامل العمر. ففي مرحلة الطفولة Childhood، يتحسن زمن الرجع كلما ازداد عمر الطفل إلى أن يبلغ أقصى مستوياته في فترة البلوغ Adulthood. وهذا يعني أن زمن الرجع يتناسب مع زيادة النشاط سواء أكان هذا النشاط ذهنياً أم جسمياً. وعلى الرغم من وجود دراسات متعددة تؤكد وجود علاقة موجبة بين زمن الرجع ومستوى الذكاء إلا أن الدراسات التي تربط بين زمن الرجع والنمط المعرفي للفرد معدومة على حد علم الباحثين، ولهذا كانت هذه الدراسة التي تهدف للتحقق فيما إذا كان هناك تفاضل بين نمطيين معرفيين في سرعة زمن الرجع.
...مشكلة الدراسة:
الدراسة الحالية تحاول الوصول إلى إمكانية وجود علاقة بين الأساليب المعرفية التي يستخدمها الإنسان كعمليات ذهنية، بناء على تصنيف Riding, وأثر هذه الأساليب المعرفية في استجابته الإدراكية الحركية المتمثلة في زمن الرجع البصري البسيط والمركب، وكذلك زمن الرجع السمعي البسيط.
هدف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة ما يأتي:
1. ما إذا كان أصحاب الأسلوب المعرفي الكلي أفضل أداء من أصحاب الأسلوب المعرفي التحليلي في زمن الرجع.
2. ما إذا كان استخدام الأسلوب التمثيلي اللفظي أو التصوري في تمثيل المعلومات له تأثير واضح في أداء زمن الرجع.
أهمية الدراسة:
تتمثل الأهمية العلمية لهذه الدراسة في إلقاء الضوء على أهمية استخدام الأسلوب المعرفي الذي نفضله، وذلك لندرة الدراسات العربية التي تناولت العلاقة بين زمن الرجع، من خلال أداء الأعمال الحركية، والأساليب المعرفية المعتمدة على استقبال المعلومات وتمثيلها ذهنياً.
فروض الدراسة:
الدراسة الحالية تسعى لبحث الافتراضات الآتية:
هناك فرق في سرعة الاستجابة للمثيرات الحسية من خلال زمن الرجع وأسلوب تفكير الشخص سواء أكان كلياً أم تحليلياً.
هناك فرق في الاستجابة للمثيرات الحسية من خلال زمن الرجع بين من يفضل أسلوب تمثيل المعلومات اللفظي أو الأسلوب التصوري.
مصطلحات الدراسة:
• الأساليب المعرفية (Cognitive styles): هي الأسلوب الشخصي المفضل في استقبال المعلومات وترتيبها ذهنيا وترجمة تلك المعلومات إلى أداء يتناسب مع طبيعة أسلوب التفكير.
• الأسلوب المعرفي الكلي (Wholist Cognitive Style): هو الأسلوب المعرفي المعتمد على النظرة الكلية للأمور.
• الأسلوب المعرفي التحليلي (Analytic Cognitive Style): هو الأسلوب المعرفي المعتمد على الاهتمام بالجزئيات والتركيز عليها.
• الأسلوب التمثيلي اللفظي (Verbal Cognitive Style): هو الميل إلى الناحية اللفظية المعتمدة على الكلمات أثناء التفكير.
• الأسلوب التمثيلي التصوري (Imager Cognitive Style): هو الميل إلى الناحية التصورية المعتمدة على الصور الذهنية للأمور أثناء التفكير.
• زمن الرجع (Reaction Time): هو الزمن الفارق بين حدوث التنبيه وإصدار الاستجابة.
• زمن الرجع البصري البسيط (Simple Vision Reaction Time): هو الزمن الفاصل بين صدور الإضاءة وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب.
• زمن الرجع البصري المعقد (Complex Vision Reaction Time): هو الزمن الفاصل بين صدور الإضاءة من خلال عدد من المثيرات الضوئية، أربعة ألوان وليس لوناً واحداً كما هو عليه الحال في البسيط.
• زمن الرجع السمعي البسيط (Simple Auditory Reaction Time): هو حساب الزمن الفاصل بين صدور الصوت وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب...
.........لإجراءات المنهجية:
أولاً: العينة:
تم اختيار 45 طالباً من الطلاب الدارسين في جامعة الملك سعود، كلية التربية، قسم علم النفس. تراوحت أعمارهم من 19 – 24 سنة.
ثانياً: الأدوات:
أ. استخدم الباحثان في هذه الدراسة مقياس الأساليب المعرفية Cognitive Style Analysis، كل طالب حُدد أسلوبه المعرفي المفضل سواء أكان يستقبل المعلومات بالأسلوب "الكلي أم التحليلي" أم يميل إلى تمثيل المعلومات باستخدام "الأسلوب اللفظي أم الأسلوب التصوري".
شرح برنامج تحليل الأساليب المعرفية:
يتميز برنامج تحليل الأساليب المعرفية للباحث رايدنق المستخدم في هذه الدراسة، بالسهولة والسرعة في تحديد الأسلوب المعرفي للأشخاص حيث لا يتطلب من المفحوص أكثر من عشر دقائق لإكمال الاختبار، فالبرنامج يعرض من خلال جهاز الكمبيوتر ولا يتطلب من المفحوص سوى الضغط على مفتاحين فقط للإجابة عن فقرات الاختبار بنعم أو لا.
الدراسات التي عملت على هذا البرنامج أوضحت دقته في تحديد الأسلوب المعرفي للمفحوصين وبحيادية عالية سواء الأسلوب الكلي أو التحليلي في استقبال المعلومات وأيضا مدى اعتماد المفحوصين في تمثيلهم لتلك المعلومات من خلال الناحية اللفظية أو الناحية التصورية (Riding and Pearson, 1994).
وصف برنامج تحليل الأساليب المعرفية:
يقدم برنامج تحليل الأساليب المعرفية من خلال جهاز الكمبيوتر بواسطة قرص مرن، ويحتاج من المفحوص أن يضغط على المفتاح ذي اللون الأحمر إذا كانت الإجابة صحيحة أو يضغط على المفتاح الأزرق إذا كانت الإجابة خاطئة.
في بداية الأمر يتم إدخال البيانات الأولية للمفحوص مثل الاسم والعمر والنوع ذكراً أم أنثى، ثم ينتقل إلى فقرات المقياس حيث إنه مقسم إلى ثلاثة أجزاء. الجزء الأول عبارة عن عرض عدة جمل على المفحوص بواقع جملة واحدة كل مرة ويطلب من المفحوص أن يقرر ما إذا كانت الجملة صحيحة أم خاطئة بالضغط على المفتاح المناسب.
الجزء الثاني والجزء الثالث من المقياس عبارة عن عرض أشكال هندسية ثم يطلب من المفحوص أن يقرر ما إذا كانت الأشكال متشابهة أم غير متشابهة. فعندما يعرض على المفحوص شكلان فقط في آن واحد يقوم المفحوص بالضغط على المفتاح المناسب.
أما عن مضامين تلك الأجزاء فهي على النحو الآتي: الجزء الأول من المقياس يقيس جانب الاهتمام اللفظي أو التصوري للمفحوص، بمعنى أن المفحوص إما أنه يميل للناحية اللفظية المعتمدة على الكلمات أثناء التفكير، أو أنه يميل للناحية التصورية المعتمدة على الصور الذهنية للأمور. يشتمل المقياس في هذا الجزء على فقرات تتعلق بمفاهيم محددة لقياس الجانب اللفظي، في حين أن هناك فقرات تهتم بالجانب التصوري للأشياء لقياس الجانب التصوري.
أما الجزءان الثاني والثالث فهما مسؤولان عن تحديد أسلوب المفحوص سواء أكان الأسلوب الكلي المعتمد على النظرة الكلية للأمور أم الأسلوب التحليلي المعتمد على الاهتمام بالجزئيات والتركيز عليها.
ب. كما استخدم الباحثان مقياس زمن الرجع.
.....شرح مقياس زمن الرجع:
يعرف زمن الرجع بأنه الزمن الفارق بين حدوث التنبيه وإصدار الاستجابة. وتتنوع المثيرات في أشكالها ودرجة تعقدها. فقد يكون شكل المثير من النوع البصري أو من النوع السمعي أو من النوع الحسي الجلدي. كما قد يظهر المثير بدرجة بسيطة أو بدرجة معقدة. فمثلاً قد يظهر المثير البصري بلون واحد وقد يظهر بألوان مختلفة وكلما زادت أعداد تلك المثيرات زادت درجة تعقدها.
وصف مقياس زمن الرجع:
هناك ثلاثة أنواع من زمن الرجع المستخدمة في هذا البحث وهي:
أ. جهاز زمن الرجع البصري البسيط.
ب. جهاز زمن الرجع البصري المركب (التمييزي).
ج. جهاز زمن الرجع السمعي.
وفيما يأتي نبذة تعريفية مختصرة عن كل جهاز:
أ. جهاز زمن الرجع البصري البسيط. استخدم في هذه التجربة جهاز من النوع GPK 1881. في بداية الأمر يُعَرَّف المشاركون بالمطلوب منهم في التجربة وتُذْكَر لهم تعليمات تخص التجربة حيث يطلب منهم الاستعداد لضغط زر (الاستجابة) عند رؤية اللون المضيء وهو اللون الأحمر (المثير). ويقوم جهاز زمن الرجع بحساب الزمن الفاصل بين صدور الإضاءة وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب. وكان يطلب من المفحوصين استخدم اليد المفضلة عند الضغط على الزر. قبل التجربة الأساسية أعطي المفحوصون ثلاث محاولات تدريبية Pretraining ثم أعطيت لهم عشر محاولات تجريبية.
ب. جهاز زمن الرجع البصري المركب (التمييزي). استخدم لقياس زمن الرجع البصري المركب جهاز من النوع GPK1881. في بداية الفحص يتم تعريف المشاركين بالمطلوب منهم في التجربة وتذكر لهم تعليمات تخص التجربة.
يختلف زمن الرجع المركب عن زمن الرجع البسيط في أن جهاز زمن الرجع المركب يُظْهِر أمام المفحوص عدداً من المثيرات الضوئية (أربعة ألوان) وليس لوناً واحداً كما هو الحال في البسيط. ويطلب من المفحوصين الاستعداد للتجربة ووضع إصبع السبابة لليد المفضلة بين منتصف المفاتيح وهي أربعة مفاتيح: مفتاح اللون الأحمر ومفتاح اللون الأبيض ومفتاح اللون الأزرق ومفتاح اللون الأخضر. وعندما يظهر أمامه ضوء معين (صدور المثير) فإنه يجب عليه بمجرد رؤيته للضوء أن يضغط على الزر الخاص بذلك اللون (الاستجابة). يقوم جهاز زمن الرجع بحساب الزمن الفاصل بين صدور الإضاءة وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب.
لقد أعطي للمفحوصين ثلاث محاولات تدريبية Pretraining ثم أعطيت لهم عشر محاولات تجريبية Experimental وسجل المتوسط الحسابي لتلك المحاولات.
ج. جهاز زمن الرجع السمعي. استخدم في هذه التجربة لقياس زمن الرجع السمعي جهاز من نوع GPK1881 وفكرة هذا الجهاز مشابهة لجهاز زمن الرجع البصري البسيط إذ يطلب من المفحوص الضغط على الزر حال سماعه لنغمة صوتية. يقوم جهاز زمن الرجع السمعي بحساب الزمن الفاصل بين صدور الصوت وقيام المفحوص بالضغط على الزر المطلوب.
لقد أعطي للمفحوصين ثلاث محاولات تدريبية ثم أعطيت لهم عشر محاولات تجريبية وسجل المتوسط الحسابي لتلك المحاولات.
ثالثاً: الإجراءات:
قام الباحثان بتطبيق المقياسين على كل طالب بمفرده. حيث يجرى للطالب اختبار الأساليب المعرفية في الوقت الذي يفضله الطالب وبوجود أحد الباحثين. كما يقوم الطالب بأداء اختبار زمن الرجع بمختبر قسم علم النفس بوجود أحد الباحثين أيضاً.
رابعاً: المعالجات الإحصائية:
في الدراسة تم تقسيم الطلاب وفق نسبهم في مقياس الأساليب المعرفية:
أولاً: البعد الأول الأسلوب الكلي – التحليلي، حيث كانت درجاتهم من 85, إلى 2,78 (م = 1.44، ع = 44,).
ثانياً: البعد الثاني الأسلوب اللفظي – التصوري، حيث كانت درجاتهم من 81, إلى 1,51 (م = 1,11، ع = 15,). معامل الارتباط بين البعد الأول والبعد الثاني من المقياس ضعيف وغير دال (ر = 0,12 بالسالب)، وهذا يدل كما أثبتت الدراسات السابقة استقلال البعدين عن بعضهما.
وقد قسم الطلاب حسب الأسلوب المعرفي الذي يفضلونه وفق درجاتهم في المقياس. كما يأتي: في البعد الخاص بالأسلوب الكلي – التحليلي، تم تقسيم الطلاب إلى قسمين وفق درجاتهم، ونقطة القطع المتوسط التي تفصل بين الدرجات، حيث أخذ الطلاب ذوو الأسلوب الكلي على الدرجات من 85, إلى 1,43 (ن = 27)؛ واخذ الطلاب ذوو الأسلوب التحليلي على الدرجات من 1,44 إلى 2,78 (ن = 18). أما في البعد الخاص بالأسلوب اللفظي – التصوري فقد تم تقسيم الطلاب إلى قسمين أيضا وفق درجاتهم، ونقطة القطع المتوسط التي تفصل بين الدرجات، حيث أخذ الطلاب ذوو الأسلوب اللفظي على الدرجات من 81, إلى 1,10 (ن = 21)؛ في حين أخذ الطلاب ذوو الأسلوب التصوري على الدرجات من 1,11 إلى 1,51 (ن = 24).
النتائج:
استخدم الباحثان اختبار (ت) كأسلوب إحصائي لبحث الفروق بين الأساليب المعرفية وزمن الرجع بأنواعه الثلاثة، زمن الرجع البصري البسيط, زمن الرجع السمعي وزمن الرجع البصري المركب التي اشتملت عليها الدراسة وكانت النتائج كما يأتي:
1. درست الدلالات الإحصائية للعلاقة بين الأسلوب الكلي-التحليلي ومتغيرات الدراسة التي تشمل: زمن الرجع البصري البسيط, زمن الرجع السمعي وزمن الرجع البصري المركب وأظهرت النتائج الإحصائية عدم وجود فرق دال إحصائياً بين الكليين والتحليليين في زمن الرجع البصري البسيط (ت = 0.373، غير دال < 0، 05)، انظر الجدول رقم (1).
الجدول رقم (1)
الأساليب العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
الكليون 20 0.22 0.37 0.71
التحليليون 22 0.22
كما أظهرت الدراسة عدم وجود فرق دال إحصائيا بين الكليين والتحليليين في زمن الرجع السمعي (ت= 0.36 غير دال < 0، 05)، انظر الجدول رقم (2).
الجدول رقم (2)
الأساليب العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
الكليون 20 0.21 0.92 0.36
التحليليون 22 0.19
وأيضا أظهرت الدراسة عدم وجود فروق دالة بين الأسلوب المعرفي وزمن الرجع البصري المركب (ت= 0.34، غير دال < 0، 05)، انظر الجدول رقم (3).
الجدول رقم (3)
الأساليب العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
الكليون 20 0.42 0.97 0.34
التحليليون 19 0.45
مما سبق يتضح أنه لا توجد فروق إحصائية دالة بين الأسلوب المعرفي للطلاب ودرجاتهم في اختبارات زمن الرجع بأنواعه الثلاثة.
2. كما درست الدلالات الإحصائية للفروق بين أسلوب تمثيل المعلومات اللفظي والتصوري ومتغيرات الدراسة التي تشمل زمن الرجع البصري البسيط، وزمن الرجع السمعي، وزمن الرجع البصري المركب. أظهرت النتائج عدم وجود فرق إحصائي دال بين التصوريين واللفظيين في زمن الرجع البصري البسيط (ت = 1.45، غير دال < 0، 05)، انظر الجدول رقم (4).
الجدول رقم (4)
التمثيل العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
التصوريون 21 0.23 1.45 0.16
اللفظيون 22 0.20
كما أظهرت الدراسة عدم وجود فرق دال بين التصوريين واللفظيين في زمن الرجع السمعي ت= 1.74، انظر جدول(5).
الجدول رقم (5)
التمثيل العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
التصوريون 21 0.21 1.71 0.1
اللفظيون 22 0.18
وأظهرت الدراسة عدم وجود فروق دالة بين أسلوب تمثيل المعلومات وزمن الرجع البصري المركب ت= 0.82 انظر جدول رقم (6).
الجدول رقم (6)
التمثيل العينة المتوسط قيمة ت مستوى الدلالة
التصوريون 21 0.45 0.84 0.41
اللفظيون 19 0.43
مما سبق يتضح أنه لا توجد فروق إحصائية دالة بين الأسلوب المعرفي للطلاب ودرجاتهم في اختبارات زمن الرجع بأنواعه الثلاثة.
مناقشة النتائج:
على ضوء النتائج السالفة الذكر يتضح غياب تأثير الأسلوب المعرفي سواء الكلي أو التحليلي في إنجاز المفحوصين في أزمان الرجع. كما يتضح غياب تأثير أسلوب تمثيل المعلومات سواء النمط التصوري أو اللفظي في أزمان الرجع. وهذه النتيجة يمكن تفسيرها من واقع أن عملية الإنجاز في أزمان الرجع تعتمد بشكل رئيس على سرعة استشعار المثيرات الفيزيقية أكثر من كونها مرتبطة بالأسلوب المعرفي.
لقد أثبتت الدراسات أن الأسلوب المعرفي متعلق باستراتيجيات عمل أكثر من كونه متعلقا بالقدرات العقلية، بمعنى أننا نستخدم أسلوباً معرفياً مفضلاً في أداء الأعمال بغض النظر عن مدى ذكائنا (Riding, 1997 and Riding and AL-Salih, 2000). لذلك فإنه كلما ازداد الجهد الذهني ودرجة تعقد العمل المطلوب كان أثر الأسلوب المعرفي أكثر وضوحا في أداء ذلك العمل.
إن ما خلصت إليه الدراسة يؤكد غياب تأثير زمن الرجع في الأسلوب المعرفي أو طريقة تمثل المعلومات. وهذا يستدعي محاولة تكرار التجربة على أعمال تستوجب استخدام الذهن بشكل أكثر تركيزا، وأكثر تعقيدا، للوصول إلى النتيجة المتوقعة. وهذا ربما أدى إلى تمايز الأداء بين المفحوصين، وإلى ظهور أثر للأسلوب المعرفي في سرعة ودقة الإنجاز..
mia- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 441
العمر : 44
المزاج : emo_tions
قيمتك عندنا ^_^ : 9
نقاط : 654
تاريخ التسجيل : 28/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى