¨°o.°o.O (l'algerie-a nous) O.o°.o°¨
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأزهر إذ يفتي بشرعية الجدار الفولاذي

اذهب الى الأسفل

الأزهر إذ يفتي بشرعية الجدار الفولاذي Empty الأزهر إذ يفتي بشرعية الجدار الفولاذي

مُساهمة من طرف fidou السبت يناير 16, 2010 6:31 pm

فيما
يبدو أنه رد على فتوى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي ، وعدد كبير من العلماء
الآخرين بخصوص الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة ،
اجتمع مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر برئاسة الشيخ طنطاوي وخرج
بفتوى تقول إن من حق مصر أن تبني "المنشآت والسدود التي تصون أمنها
وحدودها وحقوقها" ، مضيفا أن لها "حقوقا شرعية في وضع الحواجز التي تمنع
أضرار الأنفاق في رفح المصرية ،

والتي يتم استخدامها في تهريب المخدرات وغيرها مما يهدد ويزعزع أمن
واستقرار مصر ومصالحها". أما الذين انتقدوا بناء الجدار ، فهم بحسب المجمع
"يخالفون ما أمرت به الشريعة الإسلامية".

هكذا يبتذل الدين في معارك السياسة ، كما ابتذل من قبل في معارك الكرة ،

والسبب وراء هذه الظاهرة يتمثل أولا في إشكالية الدولة القطرية
واستحقاقاتها ، وتبعا لذلك غياب مفهوم الأمة في وعي كثير من العلماء ،
وثانيا في تبعية الديني للسياسي التي تتجلى على نحو فاضح في عالمنا العربي.

فيما يتعلق بشؤون السياسة والحكم والعمل العام ، غالبا ما يتم النظر إلى
مسألة الجواز وعدمه من منطلق مصالح الإسلام والمسلمين ، وهو العرف الذي
اتبعه العلماء طوال التاريخ ، لكن الأمة اليوم لم تعد أمّة في مفاهيم
السياسة ، إذ الأولوية دائما للقطر ، والقطر غالبا ما يحشر في إطار النظام
السياسي ، والنظام السياسي غالبا ما يتقزم في الحزب الحاكم ، وهذا الأخير
يغدو نخبة معينة تتحكم بالسلطة والثروة.

في ضوء ذلك تغدو مسألة المصلحة التي تحكم الفتوى المتعلقة بالسياسة والعمل
العام خاضعة لهوى النخب الحاكمة ، اللهم إلا مواقف أو فتاوى تصدر عن علماء
مستقلين ليست لهم مصالح عند تلك الفئة ، أو عن علماء آخرين يتواجدون بعيدا
عن سطوتها ترغيبا وترهيبا.

وهكذا تبدو الفتوى في ظاهرها ناطقة باسم القطر ومعبرة
عن مصالحه ، فيما هي تعبر في حقيقتها عن مصالح النخب الحاكمة التي تتحكم
بالسلطة والثروة ، ولو كان الأمر غير ذلك لصار بوسعنا اتهام الفئات التي
تخالف تلك الفتوى أو ذلك الرأي بخيانة الوطن والتفريط بمصالحه.



تبعية الديني للسياسي هي المعضلة الثانية ، وهي التي تجعل الفتوى أسيرة
أهل السياسة وليس جوهر الدين الذي يتحرك ضمن مفهوم الأمة أو الملة ، وليس
المفهوم القطري ، فضلا عن أن يكون المحرك هو مصالح النخب الحاكمة.

في قضية كالتي نحن بصددها يتوسل المعارضون رؤية تتحدث عن فئة مسلمة يجري
خنقها بجدار فولاذي بغير وجه حق ، بينما يتحدث الآخرون بمنطق أهل السياسة
الذين يبنون الجدار تبعا لحساباتهم ، وليس حسابات البلد وأهله ومصالحه ،
لأن أحدا لم يقتنع أن قطاع غزة يشكل مصدر تهديد لأمن مصر القومي بأي حال ،
وحين يتحدث هؤلاء عن المخدرات يغدو المشهد أكثر بؤسا ، لأن مصر ليست فقيرة بالمخدرات حتى يجري تزويدها بها من قطاع غزة.

القصة إذن لا تعدو أن تكون دفاعا عن قرار سياسي باستخدام الدين ، وفي
محاولة للرد على علماء آخرين ، وعموما فإن بوسع من يدفع للزمار أن يطلب
اللحن الذي يريد ، كما يقول المثل الإنجليزي الشهير. وعندما تكون هذه
الجهة الدينية أو تلك تابعة بالكامل لأهل السياسة ، فمن الطبيعي أن تتحدث
بالرأي الذي يناسبهم.

إن تبعية الديني للسياسي التي برزت منذ قرون قد ابتذلت الدين إلى حد كبير ، لكن واقع الأزهر خلال السنوات الماضية صار الأسوأ على الإطلاق ، لا سيما بعد أن ضُربت جبهة علماء الأزهر المستقلة التي كانت تنطق باسم الأمة وتعبر عن همومها.

من المؤسف أن يصل الحال ببعض العلماء إلى هذا المستوى ، ونحن هنا لم نناقش
كثيرا حيثيات الفتوى لأنها من الوضوح بحيث لا تستحق النقاش ، لكننا نتحدث
عن ظاهرة باتت تتوفر بكثرة في عالمنا العربي ، وفي الشقيقة الكبرى على وجه
التحديد.

من دون علماء مستقلين يعبرون عن روح الأمة بعيدا عن القطرية الضيقة
والتبعية للحكام ، سيبقى حال الفتوى والرأي الديني في ضياع على النحو الذي
نتابع ، ويبقى أن الوعي الجمعي لجماهير الأمة ليس من النوع الذي يسهل
التلاعب به كما يظن البعض ، حتى لو نجحت الأنظمة في تشكيك قلة من الناس في
قناعاتهم.



ياسر الزعاترة - الدستور
fidou
fidou
Admin

انثى عدد الرسائل : 631
العمر : 38
الموقع : algeria
المزاج : نوووووووورمال
قيمتك عندنا ^_^ : 0
نقاط : 892
تاريخ التسجيل : 28/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى